ما بقي ناقصا

ما بقي ناقصا

مقتطف من كتاب : تذكري أنك امرأة

للكاتب : بولينت كارديان أوغلو

ترجمة وتقديم: أميمة الزمراني

ما بقي ناقصا

 

 

العديد من الناس يعمد قبل إنهاء علاقة ما أو بعد إنهائها إلى إظهار صواب موقفه أمام عائلته ومحيطه. من خلال ذلك، تشوهين سمعة الشخص الذي انفصلت عنه أمام عائلتك وأصدقائك، خاصة في مرحلة الطلاق حتى لا تنبذك عائلتك ومجتمعك

حتى تنقذي نفسك في تلك الفترة تدخلين مجال حقوق الآخرين. عوض أن تتحدثا مع بعضكما البعض، تقومين بتقديم نفسك في دور الضحية وأنك محقة ومن الأخيار، والطرف الآخر مذنب ومن الأشرار

بقيامك بذلك تدخلين، شئت أم أبيت، إلى قانون الحق. وسيعود لك من جديد بعد مدة من الزمن في حلة أحداث جديدة. هذا يعني أنه إذا أخرجت شخصا من حياتك متهمة إياه، فسيعاملك أحدهم أنت أو أحد أبنائك نفس المعاملة مستقبلا

كل علاقة أنهيتها دون صفح ستستمر بالظهور في حياتك فيما يليها من علاقات

جاءت امرأة لمقابلتي وقالت : طوال مدة خمس سنوات يدخل حياتي نفس النوع من الرجال

" عودي لعلاقتك الأولى. كيف كانت ؟"

قالت : لقد ظلمني. فعل بي هذا وهذا

" كيف انفصلتما؟ هل تذمرت ؟"

" انفصلنا بطريقة سيئة. بالتأكيد، لقد تذمرت"

" حسنا، وهل كان من تلاه مثله تمام ؟"

" بالتأكيد"

" إذا سامحي"

" كيف لي أن أسامح ؟ يدي على رقبته، ولو في الآخرة"

 لو كان ذلك الرجل سيئا كما وصفته، لن تتمكني من جهة من الإنفصال عنه مادامت يديك ممسكة برقبته. ومن جهة أخرى، وعلى اعتبار أنه رجل سيء فإن مصيره هو جهنم، وبما أنك ممسكة رقبته فستكونين معه في نفس المكان

نقول أحيانا في العامية التركية " ليبتعد عني وليقترب من الله "

تبعدين نفسك عن الله وتقربينه إليه

اشفي كل العلاقات الغير مكتملة بداخلك ( وعلى الخصوص في قلبك). ابعثيهم بحب ليرحلوا

مادمت لم تتمكني حقا من شفاء علاقاتك السابقة، سيذكرك من هو في حياتك دائما بعلاقاتك الماضية، وسيتصرف مثلهم. سيستغرق استيعابك هذا الأمر مدة من الزمن. لكن عندما ستدركين ذلك، ستلومين أولا علاقتك الجديدة على النحو التالي " إنه مثل الباقين ". وبعدها ستذكرك دائما علاقتك الحالية بعلاقاتك السابقة إلى أن تستسلمي

وعندما ستستسلمين وتنوين حقا أن تكوني سعيدة فستدخلين في صراع داخلي مع الأنا

سيحاول الأنا إقناعك بأنك كنت أنت المحقة في علاقاتك السابقة، وأن من أنت مرتبطة به حاليا يشبه من سبقه وأنه ليس الشخص المناسب

هذه مجرد مرحلة. وتتحكم الإرادة في هذه المرحلة أيضا

يجب أن تقوي إرادتك جيدا إذا ما أردت أن تكوني سعيدة

قد تعيشين مشاكل خلال هذه المرحلة نتيجة ضعف إرادتك. خاصة إذا لم تتحقق انتظاراتك

ستذكرك كل انتظاراتك بالخلافات والذكريات السلبية التي عشتها في علاقاتك السابقة. المهم هو ما تريدين حقا فعله

هل الحكم واتهام من في حياتك بكونه مثل من سبقه والبحث عن أخطائه ولومه؟ وهو الشيء الذي ستفلحين فيه وسيأتي يوم ستصبح فيه هذه العلاقة كسابقاتها وستنتهي

أم ستتمكنين من تقوية إرادتك والخروج عن سيطرة الأنا الذي يبحث باستمرار عن الأخطاء، يلوم ويطلب الإهتمام

إذا ما جلست وفكرت بشكل صحيح، فإن الشخص الذي لم يقدم لك ما انتظرته كما تخيلته، يساعدك في الواقع على تتميم النقائص المتواجدة بداخلك

إنها الطريق الشاقة والصعبة المؤدية للحب الإلهي

ليكن الله في عونك... فبداخلك شخص يحاول دائما أن يكون محقا، ويطلب الإهتمام ويخلق مشاكل إذا لم تتحقق انتظاراته

En güncel gelişmelerden hemen haberdar olmak için Telegram kanalımıza katılın!