خاص للأمهات

خاص للأمهات

مقتطف من كتاب : تذكري أنك امرأة

للكاتب : بولينت كارديان أوغلو

ترجمة وتقديم: أميمة الزمراني

" الجنة تحت أقدام الأمهات"

                                                                  ـ حديث نبوي شريف    

 

خاص للأمهات

  

محبة الأم الخالية من الشروط، كافية لتغيير العالم

أنشأت أمهات الجيل الماضي كل من أزواجنا وأصدقائنا، وباختصار كل شخص في حياتنا. والآن جاء دور تنشئة الجيل الجديد. وفي هذا المجال تتحمل الأمهات وظيفة مهمة. ننوي كلنا تنشئة جيل جديد مدرك ومفعم بالسعادة والنجاح والهناء والصحة

أيتها الأم العزيزة

تم اختيارك لأداء مهمة كبيرة. مهمتك هي تنشئة الجيل الجديد. توفير كل الإحتياجات المعنوية التي يحتاجها الطفل. تحبين طفلك دون شروط. ولأن محبتك خالية من الشروط تستطيعين تقديم تضحيات دون شروط أيضا

أثناء أدائك لهذه المهمة المقدسة، يراد منك ألا تنسي نفسك، وأن تقدري قيمتها وأن تخصصي وقتا لها. يحتاج الطفل لأم مطهرة من المخاوف، متوازنة، مدركة، ذات معرفة، وقادرة على فهم غيرها. ليكن طفلك كأس فارغة وأنت إبريقا.  إذا كان إبريقك فارغا فلن تتمكني أبدا من ملء كأس طفلك. إذا لم تكوني جاهزة كأم فلن تتمكني من مساعدة أطفالك

أنت من ينجب طفلك لكنه مستقل ومنفصل. ستكون له أيضا أحاسيسه وأفكاره واختياراته الخاصة. أنت من يكبره وينشئه ويعلمه. لكن تدخلك في أحاسيسه وأفكاره واختياراته قد يكون سببا في ابتعاده عن مسار حياته. الطفل الذي يبتعد عن مسار حياته يتحول عند الكبر إلى فرد تعيس

يجب أن تكون للطفل فرصة التعبير بكل حرية عن أفكاره وأحاسيسه وأن يتمكن من اختيار كل ما يريده. ستنجحين في ذلك إذا ما نظرت له، ليس باعتباره طفلك، ولكن باعتباره فرد مختلف. وبالتالي فكونه فردا مختلفا، يجعل له أحاسيس وأفكار واختيارات مختلفة عنك

كأصابع اليد المختلفة عن بعضها البعض، طفلك أيضا مختلف عنك. من الخطأ أن تدخلي طفلك في قالب ما تعلمته عن أسلافك من أخطاء

ستعلمين أطفالك أعراف وعادات وتقاليد المجتمع بكل تأكيد. لكن عليك قبل ذلك أن تمرريها أولا من مصفاة قلبك. فقد لا يكون كل ما علم لنا صحيحا. حاولي أن تكتسبي معلومات جديدة. لست مجبرة على تقبل صواب طفلك مثلما لن تتمكني من جعله يقبل صوابك

عند تعليمك إياه تعاليم الدين فمن المفيد بما كان أن تؤسسي حديثك على المحبة وليس الخوف. يتقدم الأطفال بكل حب للوصول إلى الله الذي يحبونه أكثر مما إذا كان أساس ما تعلموه هو الخوف. إنه عهد الحب والسلام

أحبي طفلك لكن لا تقلقي بشأنه

القلق والمخاوف المشابهة لن تفيد إلا في عرقلة طريق طفلك، وستلاحظين مع الوقت أن كل مخاوفك قد أصابته

ما يراد منك هو أن تجعلي المجتمع يفوز بفرد إيجابي ومكتمل

ننوي أن تنشئي الجيل الجديد بحب وإدراك

 

En güncel gelişmelerden hemen haberdar olmak için Telegram kanalımıza katılın!