تقاسمي المسؤولية

تقاسمي المسؤولية

مقتطف من كتاب : تذكري أنك امرأة

للكاتب: بولينت كارديان أوغلو

ترجمة وتقديم: أميمة الزمراني

تقاسمي المسؤولية 

 

هناك طاقات مختلفة وأشكال تعامل متعددة في الحياة

خلقك الله امرأة. لذا توقفي عن التمرد بالقول " لماذا لم تخلقني رجلا يا إلهي؟". لأن كل تمرد يكون سببا في إيذاء أعضائك الأنثوية

الذهن لا يرغب في الأعضاء الأنثوية. لا يريد الرحم والمبيض والثديين. يبدأ الجسد بالترجل. إنه من أسباب سرطان فم الرحم، والرحم والثديين. فمن تعاني من هذه الأمراض أغلبهن يعترفن أنهن كثيرات العطاء وأنهن ضحين بأنفسهن. يضحين كثيرا ويستخدمن الطاقة الذكرية

لكن باستخدامك للطاقة الذكرية تتعبين جسدك

ستلاحظين أن بإنتاجك كامرأة طاقة ذكرية، سينتج زوجك من جانبه طاقة أنثوية

في العلاقات التي يتقاسم أطرافها محيطا واحدا، على رأسها الأسرة، عندما يستولي أحد في البيت على مقاليد القوة، يضعف الآخرين شيئا فشيئا

أود أن أشارك معك بعض الأمثلة التي قابلتها

غالبا ما يكون للأم القوية طفل خامل. وللأم المتحكمة والحريصة على النظافة طفل مبعثر

تتزوج المرأة التي تنتج الطاقة الذكرية من رجل يتهرب من تحمل المسؤولية. فيصير الإبن منغلقا على نفسه والبنت منفتحة على الحياة واجتماعية

إذا تحملت المرأة متاعب الدنيا كلها فسيبدأ كل من حولها يتهرب من المسؤولية وسيتركونها تقوم بما يتوجب عليهم هم القيام به. وغالبا ما يكون هذا النوع من النساء يسعى نحو الكمال، ولا يعجب بما ينجزه الغير، ويحاول دائما إسعاد الآخرين

إذا حاول أي كائن في الطبيعة أن يتجاوز حدود ما هو عليه في الأصل فإنه يجذب الطاقة من حوله

من كان حبه لله تعالى قويا وكان يحب كل ذرة من خلقه وكان يتمتع بمعنويات مرتفعة وتسامح، فإنه لا يأخذ ما يحتاجه من طاقة من الآخرين وإنما مباشرة من الله تعالى

طالما لم يفتح الإنسان الحب الإلهي الكامن في قلبه، وطالما يختار التحكم والسيطرة على كل شيء عوض الثقة بالنظام الإلهي، فسيصرف طاقة أكثر من اللازم من أجل التقدم والنجاح والوصول إلى أهدافه

ولأنه لا يأخذ طاقته من الله تعالى فإنه سيبدأ بجذبها دون أن يعي ذلك ممن حوله. وكلما تقوى هو سيضعف من حوله ويصابون بالخمول. وكلما ضعف من حوله أكثر سيتذمر قائلا :  لماذا لا تساعدونني ؟

لأنك أنتجت طاقة ذكرية عوض الطاقة الأنثوية فقد خرجت عن دورك. وتقمصت دورا ليس لك، ونتيجة لذلك سيبدأ من هم قريبون منك وأفراد عائلتك على الخصوص بتقمص الأدوار

لننقط معا وضعك الحالي

لتكن طاقة عائلتك عشرة على عشرة

إذا جذبت نحوك ستة على عشرة من طاقة المسؤولية، فسيتبقى لأفراد عائلتك أربعة على عشرة مشتركة فيما بينهم ( الزوج، الأطفال، الأم، الأب)

مثاله: سيصل الرجل إلى وضع لن يغير فيه حتى مصباحا وستقومين بذلك بنفسك. وستشتكين من ذلك باستمرار وتتذمرين 

" لا يستطيعون القيام بشيء جيد مثلي"

" لولا وجودي معهم لما تتمكنوا من فعل شيء"

" لولا مجهودي لتشتت شمل أسرتي"

" لا أريد أن يحزن من أحبهم"

 آه لو علمتم ما قمت به في زمن الضيق، كل الإمكانيات متوفرة لكم الآن لكنكم لا تجيدون فعل شيء !  إذا كنت تفكرين على هذا النحو فأنت قد حملت نفسك كل المسؤوليات دون أن تشعري

ستدركين ذلك أيضا عندما تندفعين واثقة في نفسك للقيام بشيء ما، حيث سيقول لك كل من حولك :لا يمكن، لا نستطيع، لن نتمكن من دفع الثمن 

الأشخاص الذين يحبون الصعب يجذبونه نحوهم دون أن يدركوا الأمر. توقفي عن مناداة الصعب

وقد يصل الأمر إلى مرحلة تخرج فيها المرأة لتعمل، وينام الرجل أو يبتعد عن تحمل المسؤولية

جاء الوقت لاتخاذ خطوة في اتجاه الحل

ابدئي مشاركة من حولك مسؤولياتك شيئا فشيئا وخطوة خطوة

سيقول لك صوت بداخلك " لن يفلحوا في القيام بذلك، سيخربون كل شيء!". ما شرحناه لا يسري على المواضيع الحساسة والتي تنطوي على مخاطر

ليتحمل عنك زوجك وأبنائك بعض المسؤوليات حتى وإن لم يفلحوا في القيام بذلك مثلك. حتى وإن لم يكن على قدم المساواة لكن من الضروري توزيع المهام

لن يرغبوا بداية في تحمل المسؤوليات. فهم مقتنعون أنك تفلحين القيام بكل شيء. لكن عوض أن تغضبي من تصرفاتهم ابدئي بإصلاح الدور الذي أعطيته لنفسك بصبر وعزم

ملحوظة: إذا كان في حياتك شخص معتاد على الراحة ولم يسبق له مطلقا أن تحمل مسؤولية فحاولي أولا أن تتكلمي معه بهدوء. وأخبريه أنك تعبت وأنك تحملت تلك المسؤوليات مدة طويلة وأنك لم تعودي قادرة على تحملها، وبأنك تريدين المساعدة

En güncel gelişmelerden hemen haberdar olmak için Telegram kanalımıza katılın!