أطلبي العفو، أحبي، أشكري

أطلبي العفو، أحبي، أشكري

مقتطف من كتاب : تذكري أنك امرأة

للكاتب : بولينت كارديان أوغلو

ترجمة وتقديم: أميمة الزمراني

اطلبي العفو، أحبي، أشكري

 

 

جاءت في يوم من الأيام امرأة لمقابلتي تشتكي من زوجها الذي يصرخ في وجهها باستمرار. أول سؤال خطر ببالي :" من أبدأ يا ترى هذه الطاقة ؟" سألتها : "بماذا تجيبينه ؟"

قالت: لا أقول شيئا في حضرته لكنني ألعنه وأدعي عليه كل يوم

كل ما ترسلينه من داخلك، سيعود لك بشكل من الأشكال. أنوي أن تدركي وتتقبلي بسهولة هذا الوضع. ليس للأمر حل آخر

كيف تمكنت من علاج هذا الأمر بداخلي؟ بدأت أفكر أن أفكار الناس حولي هي إيجابية. بدأت أنجح في ذلك عندما تقبلت أن كل ما يزعجني حينما أنظر لأحدهم هو موجود عندي أنا أيضا. أدركت أنني عندما أصلحت اضطراباتي الداخلية، أصلح أيضا من حولي سوء تصرفاتهم معي. ما تريدين أن يقوم الآخرين به من أجلك، يجب أن تفعليه أنت أولا. من أعماقك وبكل جوارحك. ليس أن تتظاهري بذلك

يجب أن تقدري نفسك، يجب أن تشعري أنك امرأة وأن تعيشي كامرأة. من الذي ترينه عندما تنظرين إلى المرآة ؟ امرأة ؟ أو رجل متعب تقمصت هيئته امرأة ؟ يجب أن تتجملي وتعتني بنفسك، وتشعري أنك ذات قيمة. يجب أن تخصصي وقتا لنفسك، وأن تدركي أنك جميلة

من فضلك، طبقي باستمرار تقنية الهو أوبونوبونو. طبقيها كثيرا حتى تحفر في لاوعيك. لكن لا تقولي للرجل الذي غضب منك : أطلب منك أن تسامحني!، فلن ينفع ذلك إلا في تكبره. لا تطبقيها خارجيا، وإنما بداخلك. كرريها داخلك من كل قلبك

كلما بعثت له المحبة، ستلحظين أنه بدأ يتصرف بلطف أكثر. يكفي أن تصفحي عنه وعن نفسك. وجهي نيتك لشفاء بيتك... الحب هو دواء كل شيء. كوني واقعية، كل ما أصابك كان سببه عدم القدرة على التواصل بحب

المرأة التي تعنف باستمرار من طرف زوجها، عندما ستطبق كل يوم تقنية الهو أوبونوبونو، ستتحسن حياتها شيئا فشيئا نحو الأفضل

خارج مجال علاقتك بزوجك، تخيلي أنك في مكان عملك. لو حصل جدال بينك وبين أحد زملائك، فحكمت عليه مرددة بداخلك " أنت غبي ! أنا أشتغل أفضل منك. لو لم  تتملق إلى رب العمل لما بقيت هنا، أنت لا تستحق راتبك..." فإن الشخص الذي حكمت عليه وأصدقائه سيقفون ضدك. كوني حذرة. كل الأحكام التي تصوغينها داخلك ستعود لك من طرف زملائك

سيجتمع هو أيضا بأصدقائه، وسرعان ما ستلحظين أنهم أصبحوا ضدك. قد تكونين انفصلت عن عملك السابق معتبرة أنك على صواب، لكن أليس من الغرابة أنك تعيشين أحداث مشابهة في عملك الحالي؟

إذا كان الآخرون ضدك، فالأرجح أن ذلك يعكس أفكارك الداخلية

إما أنك ستستخدمين الحيل، مما سيجعلك ضحية حيل ومكائد طوال حياتك. وبذلك تكونين قد اخترت الطريق السيئ. أو أنك ستبعثين لهم من داخلك المحبة فتتلطف نتيجة لذلك الأحداث من حولك

سيردد الأنا بداخلك باستمرار: " أنت محقة، هم أشرار، لماذا ستعتذرين ؟ لماذا ستبعثين لهم المحبة؟ تمني لهم الأسوأ !" من الأرجح أنك تسمعين هذا الصوت بداخلك مدة طويلة... لا تنصتي له

" أعتذر منكم. لأنني شكلت منكم مجموعة، وأجبرتكم على إبداء ردود فعل تجاهي، وأتعبتكم، ولأنني تحدثت عنكم بسوء أمام أصدقائي وزوجي..." كل ما كان يدور بداخلك من أفكار تجاههم، ستركزين على المحبة بالتفكير في ضده. ستنعكس طاقتك عليهم من خلال التخاطر

منطقيا يبدو هراء ! لكنه بالنسبة لمن يصدقه طريق قيمة للشفاء

العديد من النساء يرتكبن الخطأ التالي، تعيب أحد زملائها وتحدث كل أهلها عن سلبياته

حتى يقدر الإنسان قيمة السعادة، يجب أن يعيش التعاسة أولا. هو امتحان النظام الإلهي. لذلك يقول إلهنا دائما طهروا أنفسكم ( الأنا ). فبعدم تطهيركم إياها لن يحدث إلا أن تجذبوا نحوكم كل ما تخافونه

ملحوظة: تمضي الفترة الأولى من حياتك في التحضير للفترة الثانية. ستدركين الأمر قريبا. تكونين في الفترة الأولى من حياتك سريعة التأثر، سهلة الإنكسار، تسعين وراء الكمال، معتقدة أن بإمكانك تغيير كل شيء، وأنك قوية، أو مغلوبة. أما في الفترة الثانية فتكونين قد تعلمت الدرس، وتصبحين قادرة على التعامل مع كل موقف كما يجب وينبغي

صاحبة محبة وتسامح، اختارت تسليم أمرها لخالقها ( الثقة في المجرى الإلهي )، شاكرة كونها امرأة... إذا لم تصلي إلى هذه المرحلة بعد، ولا زلت توجهين الإتهام لنفسك وغيرك وقدرك، فلا تقلقي أبدا، كل ما عشته من امتحانات سيتكرر من جديد. إلى أن تتمكني فعلا من تثبيت حب الله في قلبك... كل ما عشته في هذه الدنيا كان من أجل أن تفتحي قلبك للحب الإلهي. إذا كانت الحياة صعبة فذلك لأنك تحبين الصعب

 

En güncel gelişmelerden hemen haberdar olmak için Telegram kanalımıza katılın!